الأحد , أبريل 28 2024

رائد الموسيقى الأذربيجانية عزير حاجيبايلي (1885 – 1948م)


يعد عزير حاجيبايلي من كبار رواد الموسيقى الأذربيجانية فهو عالم موسيقي كبير وملحن عبقري. اعتلي مكانة مرموقة في التاريخ الفني والثقافي لجمهورية أذربيجان. له العديد من الألقاب فهو مؤسس الموسيقى الأذربيجانية، ومؤسس الأوبرا الوطنية، وكاتب مسرحي، وناشر، و ُمربي جليل.


ولد في 18 سبتمبر عام 1885م، في مدينة أغاجابادي في عائلة ميرزا عبد الحسين. وأمضى طفولته في كونسرفَتوار القوقاز بـ مدينة شوشا.
تتكون عائلته من ثلاثة أشقاء وشقيقتان.


نشأته وتاريخه


منذ صغره كان عزير حاجيبايلي يغني الأغاني الشعبية الأذربيجانية، ويغني فن الموغام الأذربيجاني، ويعزف على ألة “التار” الموسيقية. وكان لسحر مدينة شوشا له بالغ الأثر على تنمية موهبته الموسيقية.


وزادت خبراته ثراءاً بتنوع فترة دراسته في العديد من مختلف البلدان منها تبليسي، وموسكو، وسانت بطرسبرغ. ثم بعد ذلك عمل معلماً في العاصمة الأذربيجانية باكو.


وبعدها أقام مدة في تبريزوكتب هناك الأوبريت الشهيرله “ليلي والمجنون”. وفي 25 ينايرعام 1908 م وبـ عرض أوبريت “ليلي والمجنون” في مسرح الحاج زين العابدين تاغييف، تم وضع حجر الأساس لفن الأوبرا، ليس فقط في أذربيجان، بل وفي الشرق الإسلامي بأكمله.


ومن بعدها قام بتأليف أوبرا موغام “الشيخ سنان”، و”رستام و ُسهراب”، و”شاه عباس وخورشيدبانو”، و”أصلي وكرم”، و”هارون وليلى”. وبهذا ارتبط إنشاء أول أوبريت في الشرق باسم عزير حاجيبايلي.


كما زادت شعبيته بشكل كبير حينما قام بتأليف كوميدياته الموسيقية “بدونه، فليكن هذا!”، و”مشتري بضائع أرشين”. وتعتبر أوبرا “كور-أوغلو” هي أكبر إبداعاته الموسيقية، فـ في هذا العمل استطاع كتابة ألحان خلابة ومشاهد كورالية ضخمة وفقاً لقواعد الأوبرا الكلاسيكية.


وقد قام عزير حاجيبايلي بجمع وتدوين أكثر من 300 أغنية شعبية، وكتابة مؤلفات وصيغ موسيقية متنوعة منها نذكر:
المارشات الموسيقية – والكانتاتا – والفانتازيا – والأغاني – والرومانسيات – وكامارا – وكوراليات. كما أنه هو َمن قام بتأليف موسيقى النشيد الوطني الأذربيجاني. وتحظى أيضاً أغنية “البحر الأسود، كنت ترفرف!” بشعبية كبيرة ليس فقط في أذربيجان بل وفي تركيا أيضا. وتعتبر رومانسيات عزير حاجيبايلي “الحبيب العزيز” و “بدونك!” التي يؤديها ” ُمسلم ماجوماييف” من أهم وأقيم كنوز الموسيقى الأذربيجانية.


ترأس عزير حاجيبايلي عدة مؤسسات تعليمية وفنية كبرى بالدولة الأذربيجانية منها الكونسرفاتوار الحكومي الأذربيجاني التابع لمعهد الفنون بأكاديمية العلوم الأذربيجانية. كما ترأس باكو لتكنيكيات الموسيقى، واتحاد المؤلفين. وهو أول من أنشأ أول أوركسترا للآلات الشعبية، والكورال الحكومي الأذربيجاني.


كان عزيرحاجيبايلي ُمربيا فاضلا وأستاذاً قديراً وأباً لطلابه، له أسلوبه المميز في التدريس وفي المعاملة خاصة معاملة طلابه الذين أحبوه بشدة.

فحينما يشتكي أحد الأستاذة من غياب الطلاب في المحاضرات، كان عزير حاجيبايلي يسأل مبتسما: هل الطلاب وحدهم هم المسئولون عن فراغ قاعة المحاضرات؟!! مسترسلاً بـ أقواله الشهيرة: إن الأستاذ الذي يفهم مكان إطلاق السهم سيستعد بجدية أكبر للمحاضرات.


وتعتبر الأبحاث العلمية النظرية لـ عزير حاجيبايلي خاصة دراسة “أساسيات الموسيقى الشعبية الأذربيجانية” مساهمة عظيمة وقيمة في تطوير علوم الموسيقى الوطنية الأذربيجانية. وكان عزير حاجيبايلي هو صاحب مقولة: “يجب أن تُدون الموسيقى، بحيث لا يفهمها ذوي الذوق الفاسد من ليسوا ببني أدميين، ولكن ليفهمها الشعب بأكمله”.


الملحن والناشر


نادرا ما تستخدم هاتين الكلمتين معا، عزير حاجيبايلي هو أحد تلك الشخصيات النادرة الذي كان يتمتع بتلك الصفات والمهن. لقد كتب أعمدة بعنوان: حرف “يو – U”، و بعنوان “فُلان-كاس”، و”بهمان-كاس”، بجانب توقيعات سرية أخرى له. وقد كان عموده المنشور تحت عنوان “هنا وهناك” ذي قيمة كبيرة في وقتها.


حصد الملحن العبقري عزير حاجيبايلي على أعلى الجوائز والأوسمة الفخرية في عصره، كما لُقب بـ فنان الشعب خلال فترة الاتحاد السوفيتي السابق.
توفي عام 1948م ودُفن في الحديقة الشرفية “فخري خيابان”، وحضر جنازته حشداً غير مسبوق من مختلف فئات الشعب، وخلالها أنشد المطرب الشهير “بلبل” رومانسية “بدونك!”.


تم إنتاج أفلام عديدة عن حياته من ضمنها ” ُعمر عزير” – و “عزير حاجيبايوف” و”فخرنا الأبدي”.
وقد قامت الدولة بجعل يوم الاحتفال بعيد ميلاده هو يوم الموسيقى الوطني لأذربيجان وذلك منذ عام 1995م. بجانب أنه يقام سنوياً على مدار الـ 5 سنوات الماضية مهرجان عزير حاجيبايلي الدولي للموسيقى في أذربيجان.


وباسمه قد تم تسمية أكاديمية باكو الموسيقية، وأيضاً القاعة الكبرى لاتحاد المؤلفين الأذربيجانيين، وأيضاً الأوركسترا السيمفوني الحكومي الأذربيجاني، وأيضا تم تسمية أحد الشوارع المركزية في العاصمة باكو باسمه. كما أن له مقتنيات في متحف البيت التذكاري في باكو. وتم تشييد تمثالاً له أمام أكاديمية باكو الموسيقية.

وقد أعلنت منظمة الدول الناطقة باللغة التركية مدينة “شوشا” الأذربيجانية، عاصمة الثقافة للعالم التركي في عام 2023.

شاهد أيضاً

فرح الهاشم : الكويت بيتي… أشعر فيها بالراحة النفسية والأمان  

«لا أشعر بالراحة النفسية، إلا عند عودتي إلى الكويت…»، هذا ما عبرت به المخرجة الكويتية ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *