يمدد جسمه على الكرسي،ويجلس بإسترخاء،يأخذ نفساً مهلاًلاً بعده،لا اله الا الله ،ويلقي نظره على غرفة الجلوس ،يدير رأسه وينظر بتمعن ، هذا التلفاز
يشهد أني منذ ولدت وهو يلقني عالمي الخارجي ،أتصفح فيه أفلامي المتحركه التي غرست فيني حب الحياة والاجتهاد للمدرسه والنجاح ،وغرست أيظاً حب تعلم اللغات ،وأكتشاف ماهو جميل بالكون ،من قراءة قران والتراتيل الموجده ، برامج المواهب ، الأخبار ، أحوال للطقس ، الرياضة، شئت أم أبيت هو كان ملاذي في المنزل ،
تستغرب عندما أقول ملاذي!!
لا تتعجب كثيراً لكل منزل أسراره ،
تعالو أحكي لكم حبي للتلفاز لماذا !؟كنت بعمر الزهور طفل ذو أخلاق عاليه رباني ذاك الإعلام على غرس الخلق المتين والقوي تتعجب عندما أخبرك أن والداي لا يهتمان لتربيتي واقصد به تربية الاخلاق وليس مأكلي ومشربي فأنا كنت مريض نوعاً ما ً جسمي هالك ليس بنفس عمري شاحب الوجه دائم الغثيان والدوخه المستمره أبي كان يحضر للمنزل يومياً من الطعام ما لذ وطاب
كنت أكل الهرم الغذائي يومياً
لا ينقص في سفرة أكلي نوع منها
وكان ملبسي قطنياً عند النوم حريراً عند الناس
كان يزين قدماي ذاك الحذاء المصنوع من الجلد الفاخر
كانت عطوراتي برائحة زهور العالم لان والدي كان مشغول بالسفر واذا وصل لنا كانت هديته عطور من النوع الفاخر من اي مدينة يذهب إليها
والدتي تعمل باستمرار وانا وخادمتي عند التلفاز تلك الذكريات الرائعه مع قطع الأثاث لها معزة في قلبي فهي تذكرني بذاك البريء المتفاني الذي يصعب عليه التنفس لوحده
حتى أراد التحررر من قطع الأثاث والتلفاز واختار أن يكتشف العالم بنفسه درس وتعلم فنون الحب على يد الشعراء من احمد شوقي ونزار قباني
درس وتعلم فنون الحياة على يد الكثير واولها إبراهيم فقي
نماذج احتار من هو قدوته
وسبح في بحر الحياة كالعاده دون تدريب فمرة يطفوا على سطح الماء ومرات يغرق تبلل كثيرا في التجارب والتحديات حتى وجد نفسه متعب واراد ان يرجع للهدوء انتظر وانتظر للرجوع فرأى ظهره منحنياً ويداه تنتفضان وشاب شعره فمدد على الكرسي وفتح التلفاز ….
ايمان بنت عبدالله