بقلم: فوزية أبل
يمر المسن إذا كان مريضاً، بمراحل من المرض، تختلف طبيعتها بطبيعة المرض. هناك أمراض حادة مثل الالتهاب الرئوي، أو كسر في عظمة الفخذ تستوجب دخول المستشفى في هذه المرحلة، ثم بعد الشفاء من الوعكة الصحية، يستمر المسن في مكافحة باقي أمراضه المزمنة، مثل: الاكتئاب، أو ألزهايمر، أو ضعف القلب، أو أي مرض مزمن آخر، وهذه مرحلة أخرى في رحلة المرض. ويزداد الأمر تعقيداً إذا كان المسن يقيم بمفرده، ولا راع له. وهناك المسن الذي قد أصبح طريح الفراش، ولا يقوى على الاعتماد على نفسه لقضاء حاجاته الشخصية. وهذه حلقة مرتبطة بباقي الحلقات الأخرى.
بناء على ما تقدم، فيجب أن يكون هناك ترابط بين حلقات الرعاية الصحية، التي يتنقل المسن بينها. ويمكن اختصار هذه الحلقات إلى:
1 – حلقة الرعاية الحادة، وتقدم في المستشفى تحت رعاية طبيب متخصص في أمراض المسنين.
2 – حلقة الرعاية المزمنة، وتقدم في مكانين بحسب قدرة المسن على التنقل إلى مكان الخدمة. إن كان يستطيع التنقل، فسيتابع حالته الصحية في عيادات طب المسنين. وإن كان لا يستطيع التنقل، فستقدم له الرعاية في المنزل.
3 – إن كان طريح الفراش، وكانت لديه عائلة، فإن أفضل مكان لرعايته هو المنزل، بشرط أن يتم دعمه صحيا في المنزل، بما يناسب حالته، وسيكون ممن يستفيدون من نظام الرعاية الصحية بالمنزل.
4 – أما إن كان بلا أهل، فلا بد في هذه الحالة، من إيجاد دور التمريض، التي يقوم دورها أساسا على تقديم الرعاية التمريضية، والتي تقدم للمسن التغذية، والعناية الشخصية.
وتقوم فلسفة رعاية المسنين صحيا على فهم طبيعة هذه المرحلة العمرية، وطبيعة الأمراض التي يتعرضون لها، والتي تستوجب الاستعداد لمواجهة مسن قد تهالك احتياطي جميع أجهزة جسمه.
وجدير بالذكر أن المسن يتعرض إلى جميع الأمراض التي يتعرض لها الفرد في مرحلة الشباب، ولكن مع اعتبار في غاية الأهمية والخطورة، وهو أن نفس الأمراض قد تظهر على المسن بصورة مغايرة تماما عن تلك التي تظهر فيمن هم أصغر سنا، لذلك يستوجب الأمر طبيبا متخصصا في أمراض المسنين.
أضف إلى ذلك أمرين: الأول، أن هناك أمراضا لا تحدث إلا في المسن، مثل: خرف الشيخوخة، واختلاط الوعي المفاجئ، وسلس البول، والسقوط.
أما الأمر الآخر، وهو الأكثر أهمية على الاطلاق، وهو عرضة المسن إلى التدهور الوظيفي السريع جدا، أي أنه في غضون أيام قليلة من الاستسلام للرقاد المستمر، خاصة في المستشفى، فإن عضلاته تضعف بصورة سريعة جدا، لدرجة أنه لا يستطيع معاودة المشي مرة أخرى وإلى الأبد.
لذلك وجب أن يكون هناك طبيب متخصص يفهم كل هذه الأبعاد، ليستطيع رسم خطة علاج متكاملة، بهدف المحافظة على المسن في أعلى درجة استقلالية ممكنة، أي يستطيع الذهاب إلى الحمام بنفسه ومن دون مساعدة، وذلك على أقل تقدير.
جريدة زوايا