كلمة وطن مفهومها واسع لا يعرفه سوى من فقده ولا يجيد معرفته سوى من فقده وهو يعيش فيه، وكي لا يلتبس الأمر على القارئ الكريم، سأوضح كيف تفقد الوطن وأنت تعيش فيه، فنحن في الغزو العراقي لم نخرج من الوطن ولكننا عشنا فيه، ونحن نفتقده وكأننا نعيش تفاصيل حلم مزعج استمر سبعة أشهر.
فقد شاهدنا وطننا الجميل قد تحول الى بلد كئيب مريض لا يقوى على الحراك، شوارعه قد تغيرت وأصبحنا لا نعرفها لكثرة القمامة فيها، ولتغيير ملامحها وأسمائها التي طمسها الاحتلال العراقي.
لا أريد أن أستمر في سرد التاريخ ووقائعه المؤلمة، ولكن ذكرت بعضها في مقدمة المقال كي يتعظ بعض من جيل الشباب الذي لا يدرك ماذا تعني كلمة وطن، فبعضهم – للأسف – لا يقدره ولا يحترمه ولا يحافظ على قوانينه ومرافقه.
اليوم نحتفل بأعيادنا الوطنية ونحن نعيش في أمن وأمان ورخاء وسعادة لا تتطلب منا سوى شكر الله وحده على هذه النعمة، فنحن نعيش في هذه الأرض الطيبة المباركة، تحت قيادة حكيمة من حضرة صاحب السمو أمير الإنسانية الشيخ صباح الأحمد، حفظه الله، وولي عهده الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، نعيش في أرض الإنسانية التي ضمت أكثر من 120 جنسية من دول العالم واحتوتهم، بكل حب واحترام وتقدير من دون نقصان من حقوقهم.
إننا نعيش في دولتنا الصغيرة في حجمها الكبير بعطائها، التي ساعدت معظم دول العالم وقدمت الكثير من الأموال عبر الصندوق الكويتي الذي يساعد الدول النامية في تمويل مشاريعها الإنمائية، وعبر بيت الزكاة والهيئات والجمعيات الخيرية التي ساهمت بشكل فعّال في تخفيف حجم المعاناة عن الدول الفقيرة، وساعدت الفقراء في كل دول العالم.
اليوم، ونحن نحتفل بأعيادنا الوطنية أوجه رسالة لكل من يُحب هذا الوطن، لا تكن سلبياً وتفاءل، إن كان هناك أخطاء من بعض المسؤولين وفساد إداري، فهذا لا يمنعك من الاحتفال بوطنك الذي له فضل كبير عليك، فالأشخاص زائلون والوطن باقٍ، فأتمنى أن نحتفل بمسؤولية ونؤكد على حبنا لهذه الأرض بألّا تكون فرحتنا على حساب حزن الآخرين، وأن نفرح بمسؤولية ونحترم قواعد المرور ونحافظ على نظافة وطننا، ونعمل على تقدمه ورفعته بأن نعطي ونعمل بجد وإخلاص وتفانٍ ونحافظ على ممتلكاته، حتى يبقى وطن النهار شامخاً مستقراً، ونعيش في أمن وأمان فما أجمل ذلك الشعور أن ترد بعضاً من جميل هذا الوطن المعطاء الذي له فضل عليك، والله من وراء القصد.
مسفر النعيس – الراي
mesferalnais@
Mesfir@gmail.com