بقلم: محمد بسام الحسيني
كانت ليلة من ألف نغم ونغم.
جمعتنا «روتانا» في تكريم الموسيقار السعودي ممدوح سيف، وكنا المكرمين بموسيقاه.
مبدع يموسق كل جميل ويصهر في مقطوعاته الشرق والغرب معا بكل ما أوتيا من جمال طبيعة ومشاعر وكلمات.
يأتلف في موسيقى هذا الفنان الكبير العود والقانون والناي مع البيانو والكمان والتشيللو والإيقاعات بتناغم وتناسق يلامسان حد السحر.
فجأة وفي لحظة أقصر من طرفة عين اختفى كل من في المسرح- جمهورا وفرقة- وتجلى بهاء جلال الدين الرومي، لم نره لكن شعرنا به، وراح يدور ويدور كدرويش في لحظة عناق مع الذات والكون. كنا الرومي وكان نحن، كنا معاً القطرة وكنا معاً المحيط.
عاد الضوء وعدنا للحاضر بسرعة الضوء مع أنغام يمتزج فيها المجد والفخر والعراقة في مقطوعة اسمها «المملكة» ارادها سيف تحية لوطنه السعودية ولحن وفاء.
ثم على جسور فن وعشق سرنا نترقب «عيون الحب» حتى دخلنا دنيا «الجاز»، ومرة أخرى لم نكن أمام لحن في عالم بل عالم في لحن، وصار لأميركا وأفريقيا وأوروبا وآسيا لغة واحدة.
بعد ساعتين «بين ثانيتين» صحونا على الموسيقار الكبير يؤدي رائعته «يا طيب القلب» التي لحنها للفنان عبدالمجيد عبدالله، في ختام ظاهره وداع وباطنه بقاء في الذاكرة والقلب والروح.
في غضون اشهر قليلة، وبعد زيارة عمر خيرت وياني انضم لليالي الكويت عملاق ثالث من كبار الموسيقى العالمية ناثرا المزيد من عبق الفن في أجواء البلد الذي لا تغيب عن سمائه شمس الثقافة.
جريدة زوايا