الإثنين , ديسمبر 4 2023

لهذه الأسباب لم يستهدف «داعش» الدولة العبرية

لأول مرة منذ تأسيسه، استهدف داعش اسرائيل، وقد حدثت أول عملية نفذها التنظيم نهاية الشهر الماضي في هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل منذ حرب الستة ايام من عام 1967، حيث فوجئت وحدة تعرُّف اسرائيلية تنتمي لفرقة الجولان، بوابل من الرشاشات من الحدود السورية، حين كانت تقوم بدورية في «المنطقة الرمادية».
كان وراء الاعتداء اربعة جهاديين ينتمون الى فرقة شهداء اليرموك، وهي مجموعة جهادية سورية تأسست في عام 2012، وتبنت في العام التالي عملية اختطاف 21 من القبعات الزرق الفلبينيين على هضبة الجولان، وتتكون هذه المجموعة من فصائل محلية في جنوب البلاد، وقد بايعت تنظيم الدولة في 2014.

وامام اندلاع النيران، تم استدعاء الطيران الاسرائيلي، الذي تمكن من تدمير مركبة الجهاديين الاربعة، وحرر الجنود الاسرائيليين، وعلق جنرال الاحتياط نيتزال نورييل الذي يدير المكتب الاسرائيلي لمكافحة الارهاب على الاعتداء بالقول امام الصحافة: اعتقد ان اطلاق النار على جنودنا اتخذ على المستوى المحلي، واضاف ان الامر لم يصدر عن جهات عليا، موضحاً ان داعش يشعر بالاختناق في المنطقة، فهو محاصر من قبل الجيش السوري من جهة، وحليفه حزب الله من جهة اخرى، وليس من مصلحته ان يفتح جبهة جديدة على اسرائيل في الوقت الراهن.
إسرائيل ليست أولوية

لم يتبن داعش الهجوم لحد الآن، ورغم ذلك، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لن نسمح ابداً لعناصر داعش او غيرهم، باستخدام ذريعة الحرب في سوريا، من اجل الوصول الى حدودنا.

ومن جانبه، قال المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي بيتر ليرنر «لقد اعلن الجهاديون انهم سيفتحون القدس، ونحن نحذرهم، وليس لدينا اي نية للسماح لهم بالقيام بذلك».

وفي ردها على الاعتداء، قام الطيران الاسرائىلي خلال ساعات الليل التي تلت الاعتداء بقصف البنايات المهجورة التابعة للامم المتحدة، والتي استخدمها الجهاديون كقاعدة خلفية للهجوم.

ورغم ان ابا بكر البغدادي اقسم عدة مرات بالسيطرة على المدينة المقدسة، فإن التنظيم الارهابي الذي يتزعمه لم ينفذ حتى الآن اي اعتداءات، لا على اسرائيل ولا على مصالحها، كما ان داعش لم يعتبر ابداً اسرائيل هدفاً رئيسياً وفق مدير ادارة الدراسات العربية في جامعة باريس 8 ماتيو غيدار الذي اضاف لمجلة لوبوان الفرنسية «اول اعداء داعش هم شيعة ايران الذين يتهمهم بتهديد السنة، ثم دول الخليج، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، واخيراً الدول الغربية، وعلى الخصوص اعضاء التحالف الدولي ضد داعش.
«مقبرة لليهود»

يحدث هذا رغم أن ابا بكر البغدادي أكد في تسجيل صوتي قبل عام واحد فقط، في خضم انتفاضة السكاكين أن داعش لم ينسَ فلسطين، متوعداً بأن يحولها إلى مقبرة لليهود،لكن لم يتبنَ داعش اي اعتداء نفذه الفلسطينيون ضد الاسرائيليين رغم ان 250 فلسطينياً وعربياً اسرائيلياً التحقوا بدولة الخلافة الاسلامية في العراق وسوريا ويقول الباحث في شؤون الارهاب في مركز هرتسليا الاسرائيلي أيلي كرمون بأن اسرائيل لم تشهد اي اعتداء ارهابي بسبب عدم وجود خلية مرتبطة بداعش على اراضيها، ويضيف «واما الجماعات التي تنشط في غزة فتهاجم حركة حماس ولم يعترف بها داعش».

وعلاوة على فعالية ويقظة جهاز الاستخبارات الاسرائيلي فإن بعد اسرائيل الجغرافي عن المناطق التي يسيطر عليها داعش والتي تقع بين وسط وشرق سوريا هو ما يفسر عدم تعرضها لاعتداءات ارهابية، وفي هذا الشأن يضيف إيلي كرمون «ان تواجد داعش ضعيف جدا في جنوب سوريا بحيث تسيطر جماعات متمردة معتدلة وبعض الجهاديين الذين ينتمون إلى فتح الشام (جبهة النصرة سابقا) التي تمثل فرع تنظيم القاعدة في سوريا»

والمتمردون في تلك المنطقة في حرب مفتوحة مع النظام السوري لكن ايضاً مع كتيبة شهداء اليرموك المسؤولة عن الاعتداء الذي استهدف الجنود الاسرائيليين نهاية شهر نوفمبر.
إسرائيل

وما عدا بعض الاشتباكات، بقيت الحدود الاسرائيلية-السورية هادئة نسبياً خلال السنوات الخمس الأخيرة، ورسميا اكدت اسرائيل أنها ستبقى بعيدة عن الصراع الذي دمر جارتها وستكتفي فقط بالرد على أي قذائف طائشة تسقط على أراضيها محملة النظام السوري مسؤولية ذلك.

وحين أشركت اسرائيل طائراتها في الصراع في سوريا، كان من أجل تدمير مخازن وقواعد الجيش السوري، الذي يشتبه باحتوائها على اسلحة متطورة، موجهة لحزب الله اللبناني، الذي يقاتل المتمردين ضد الاسد، اضافة إلى الجماعات المرتبطة بتنظيم الدولة.

ووفق المختص في شؤون الارهاب والجماعات الاسلامية ماتيو غيدار فإن العدو الرئيسي لاسرائيل، لا يزال إيران وحلفاؤها، ويضيف «وهكذا، تصبح اسرائيل حليفا موضوعيا للمتمردين ضد الاسد، حين تتدخل ضد النظام السوري، لكن هذا لا يعني في اي حال من الأحوال ان هناك تحالفا حقيقيا بين الفاعلين الاثنين».

وقال مصدر دبلوماسي اسرائيلي لمجلة لوبوان ان بلاده تواجه وضعاً معقداً وان هدفها الوحيد هو حماية امنها القومي، وفي مقابلة مع مجلة فورين افيرز نشرت في يناير 2015 تحدث بشار الأسد ساخراً عن القاعدة فقال: «كيف تزعمون أن تنظيم القاعدة لا يملك قوة جوية؟ انهم يملكون اسرائيل»، وأضاف «يدعم الاسرائيليون المتمردين في سوريا. الامر واضح جداً».
علاج في إسرائيل

وان كانت خرجة الرئيس السوري تدخل في اطار استفزاز الغرب الا أن تقريرا لملاحظي الامم المتحدة في الجولان وجه في مارس من عام 2015 الى مجلس الأمن كشف بشكل جدي عن وجود «علاقات» بين اسرائيل والمتمردين السوريين بين نوفمبر 2014 ومارس 2015.

ووفق هذه الوثيقة فإن مسلحين اجتازوا خط وقف النار عدة مرات واقتربوا من الحاجز التقني الاسرائيلي. واشار موظفو الامم المتحدة ايضاً إلى نقل جرحى وحركة شاحنات من الجهتين، بعضها حُمّل بأكياس قبل المغادرة غلى سوريا.

وأشار التقرير الى ان 2000 سوري على الأقل تلقوا العلاج خلال السنوات الثلاث الأخيرة في المستشفيات الاسرائيلية، وفي هذا الشأن قال مصدر دبلوماسي اسرائيلي لمجلة لوبوان: «إننا نعالج الجرحى، لكن الغالبية العظمى منهم، مدنيون»، لكن العديد من التقارير تشير إلى أن غالبية السورين الذين يتعالجون في اسرائيل هم رجال قادرون على القتال وهنا يقول المصدر الدبلوماسي ذاته «ان انتماء الجرحى لأي جماعة ليس امراً نأخذه بعين الاعتبار، ونحن نجهل ان كان بينهم مقاتلون».

غير أن الخبير إيلي كرمون يقول ان علاج اسرائيل للمدنيين والمقاتلين السوريين سمح للاسرائيليين بالمحافظة على علاقات جيدة وتهدئة الناس في الطرف الثاني من الحدود.

لوبوان 

جريدة زوايا

شاهد أيضاً

بيان جمهورية أذربيجان بشأن النشاط غير القانوني الذي أسماه النظام المفتعل من قبل أرمينيا في إقليم قره باغ الأذرييجاني ب”الانتخابات”

إن العمل غير القانوني تحت مسمى “الانتخابات الرئاسية” الذي قام به النظام المفتعل الذي خلقته ...

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *